بقلم أبو أويس
تدعم الجزائر بشكل علني ومتواصل انفصاليي جبهة البوليساريو، وتطالب بتقرير مصير الشعب الصحراوي على مدار أربعين سنة، وخلال هذه الفترة كان المغرب وما يزال متمسكا بوحدته الترابية وبوحدة تراب كل دول العالم ورافضا لكل خطط التمزيق والتجزيء،
وربما ظنت الطغمة الحاكمة بالجزائر هذا ضعفا من جانب الدبلوماسية المغربية فتمادت في طرحها العدائي، فلم تترك مناسبة ولا اجتماعا ولا مؤتمرا بسبب أو بغير سبب إلا وأشارت إلى حق الجمهورية الوهمية في تقرير مصيرها، لتظهر نفسها كمدافع عن تحرر الشعوب المقهورة.
ومن بين هذه المناسبات كان إجتماع وزراء خارجية دول عدم الإنحياز ليقوم وزير خارجية الجزائر المعين مؤخرا وفي أول خروج له بتكرير نفس الأسطوانة المشروخة حول المغرب وصحرائه ويغرد خارج جدول أعمال الإجتماع وخارج إختصاصات المنظمة نفسها، لكن هذه المرة وفي هذه المناسبة رد له السفير المغربي عمر هلال الصاع صاعين فكلمه بنفس كلامه وبنفس عباراته، من باب بضاعتكم ردت إليكم، ولكن بعنوان جمهورية القبائل عوض جمهورية الصحراء، فما كان من حكومة الوهم الجزائرية الا ان تنتفض وتندد بتصريحات الممثل الدائم للمغرب في الأمم المتحدة، التي أكد فيها بأن شعب القبائل يعاني من أطول احتلال أجنبي ويستحق تقرير المصير.
واضعا حكام الجزائر في سلوك يلفه الإنفصام السياسي والإضطراب المبدئي والخلل المفاهيمي .
لأن الفهم العميق يقتضي معرفة السبب والمسبب، فالمغرب لم يدعم جمهورية القبائل ولو كان يسعى لذلك لفعله منذ زمن بعيد خاصة وأنه يملك كل المبررات لذلك، ولكنه حريص على وحدة الشعب الجزائري، إلا أن ما فعله السيد هلال ليس إلا وخزة سياسية تذيق المتهورين بعض سيئات أعمالهم وتشعرهم أننا نقدر ولكننا نعفوا، وللعلم فلو أخذنا كل خطابات الدبلوماسية الجزائرية واستبدلنا كلمة الجمهورية الصحراوية في خطاباتهم بجمهورية القبائل أو بشعب الطوارق لكنا محقين ولرددنا لهم شربة من كأس هم مالؤوه، ولكننا قوم مسالمون.
المغرب لم يساند القبائل ولكنه عرى عوراتكم حتى تلعنكم أنفسكم إن بقي فيكم قيد حبة رمل من حياء، وأما المساندة الحقيقية لو قرر المغرب أن يتخذها موقفا سياسيا وخيارا استراتيجيا للرد على ترهاتكم فسوف تريكم العجب العجاب، ويكون الفعل ما ترون لا ما تسمعون.
دام شعب الجزائر موحدا ومستقلا ودام المغرب موحدا ومستقلا، والخزي للكابرانات الحاقدين.