مدريد – عبدالعلي جدوبي
الازمة القائمة بين المغرب وإسبانيا قادت كما هو معلوم الى خطوة دعوة السفيرة المغربية بمدريد السيدة بنيعيش العودة الى الرباط للتشاور،وهذا أسلوب يعرف أن المغرب لايقدم عليه الا في حالات نادرة ،كونه يشكل أعلى مراتب عدم الرضى ،ولا أحد يمكن أن يجاري ردود الفعل الاسبانية في أنها لا تعرف الأسباب الحقيقية للأزمة ، أو التقليل من خطورتها كما تفعل بعض الصحف الاسبانية الموالية لحكومة بيدرو سانشيز !!
فالرصيد المشترك في علاقات التفاهم بين البلدين الجارين يشير الى أن ادنى تصرف استعلائي ،يمكن أن يعكر صفوة العلاقات التاريخية ،ويزيد في تأزمها ، علما أن التصعيد ليس “سلعة مغربية ” وليس منتوجا يحمل طابع الرباط !! المغرب احتج على التصرفات غير محسوبة العواقب للحكومة الاسبانية ، بدبلوماسية رصينة وفاعلة ،للتأكيد على أن شيئا ما ،ليس على مايرام في علاقات البلدين !!
وعبر المثلث الجغرافي (المغرب واسبانيا والجزائر ) ،تكمن الاهمية الاستراتيجية لإعادة تقييم مسار العلاقات المنهارة ،فالثابت على أرض الواقع أنه رغم تعرض العلاقات المغربية الجزائريةلنكسات طويلة ومستمرة لأسباب معروفة لم تعد خافية على أحد ،حافظ المغرب على خطة نقل الغاز الجزائري عبر الاراضي المغربية الى إسبانيا على وثيرتها ،وكانت تلك اشارة قوية الى التعاون الاقتصادي على ارضية احترام المصالح المشتركة يمكن أن يصمد في وجه الخلافات السياسة مهما كانت حدتها ،والدلالات الرمزية لهذه الخطة التي تحمل اسم انبوب المغرب العربي ،تعني أن البناء المغاربي يمكن أن يذيب كثيرا من الخلافات ،ويمكن أن تمتد فعاليته من المستوى الافقي الى المستوى الاخر في اتجاه اروبا التي تشكل اسبانيا بوابتها الرئيسية
لكن الوجه الاخر لذلك التزامن يعني أنه كان بالامكان أن تسير العلاقة الاسبانية الجزائرية في اتجاهها العادي وألا تكون على حساب مصالح ووحدة المغرب !!
وثمة تشابه وامتداد في المواقف العدائية التي كانت سببا في توثر علاقات المغرب مع محيطه الاقرب شرقا وشمالا ،وبالتالي فالرسالة واضحة لاتخطئ العنوان ..