مدريد. – عبد العلي جدوبي
أخطر ما تنجر اليه الصحافة الجزائرية الناطقة باسم الفريق العسكري الحاكم بالجزائر، هو محاولتها البئيسة قلب الحقائق، وطمس معالم جرائم النظام في حق المواطنين الجزائريين والمعارضين، ومحاولة عدد من ابواق النظام الافتراء على احداث التاريخ، ورسم في مخيلتهم خطوط جديدة للجغرافية، والتنكر للتضحيات المغربية في دعم الكفاح المسلح الذي امتزجت فيه الدماء المغربية الجزائرية عبر انصهار مظاهر تضامن اخوي لم يسبق له مثيل، من أجل استقلال الجزائر..
أحداث التاريخ تتحدث ..
وبالعودة الى أحداث التاريخ، أو بالأحرى العودة الى التاريخ المظلم للفريق العسكري الجزائري الذي تناوب على الاستيلاء على السلطة بالحديد والنار، سنجد انه لم يكن للثورة الجزائرية أن تنطلق لولا الزخم الذي أضفته عليها ثورة الملك والشعب في 20 غشت 1953.
فالترابط القائم بين ملفات الكفاح المسلح، كان يجد صداه في الدعم المغربي بالعتاد والرجال للثورة الجزائرية على كافة المستويات والاصعدة !!
ونذكر صحافة العسكر أنه خلال العام 1961 استضافت طنجة أول مؤتمر للاحزاب المغاربية ممثلة في زعامات حزب الاستقلال وجبهة التحرير الجزائرية والحزب الدستوري التونسي لدعم جهود الكفاح الجزائري من أجل الاستقلال، غير ان حكام الجزائر مباشرة بعد نيلهم للاستقلال سيبدون جحودا كبيرا، تمثل في تعرض أجزاء من المغرب الى هجمات قوات جزائرية في خريف العام 1963، مما أدى إلى نشوب مواجهة عسكرية بين البلدين عند تخوم الصحراء الشرقية التي مايزال ملفها عالقا إلى اليوم !!
أحداث يراد طمسها
ولسنا الآن بحاجة الى تذكير الصحافة المرتشية الموالية للعسكر وما حدث في تخوم محاميد الغزلان وحاسي بيضا ومنطقة البنجوب بعد تدخل الجيش المغربي برآسة الجنرال الراحل ادريس بنعمر العلمي، وكان تدخلا حاسما وتمشيط محيط مناطق المعركة التي تم فيها اسر خمس مائة ضباط جزائريين ومصريين يتقدمهم حسني مبارك!!
فقط نود القول للذين يريدون الافتراء على أحداث التاريخ، بأن حكمة الملك الراحل الحسن الثاني وقراره كان حاسما في تلك الفترة عندما أعطى أوامره للجنرال ادريس بنعمر العلمي رحمه الله، برجوع الجيش المغربي الى نقطة الانطلاق رأفة بحماقات حكام الجزائر، بالرغم من الانتقادات التي وجهت للحسن الثاني من طرف خبراء عسكريين غربيين الذين اعتبرو أن ” النية الحسنة في السياسة تقود الى الكوارث !!
ولاشك أن كلمة الجنرال ادريس بنعمر العلمي لجلالة الملك الحسن الثاني كان لها وقع لدى العديد من السياسيين عندما قال قولته للملك :(مولاي ..من التقاليد الحربية الا يعود جيش منتصر الى نقطة انطلاقته ،وكأنه مهزوم )
اننا لانريد مواجهة مع الجزائر، واذا ما فرضت علينا سيكون المغرب مضطرا لتمشيط جميع المناطق انطلاق الصحراء الشرقية التي اقتطعتها فرنسا من المغرب !!
انتهى الكلام.