لا أعتقد أن النظر إلى القضية الفلسطينية، أو أي قضية عادلة، من أي زاوية انتماء كانت( وطنية – قومية – دينية – جغرافية – جنسية – طبقية..) يقزم القضية أو يضيقها أو يسيجها أو يخصخصها، لأن كل دوائر الانتماء هذه يجب النظر إليها على أساس أنها لاتتقاطع لتتناقض، وإنما تتقاطع لتتكامل، وكلها انتماءات يحضن بعضها بعضا، فالاختلاف بين الشعوب والقوميات والأعراق والألسن والأديان والمناطق والألوان والطبقات، هو اختلاف تنوًع وتعدًد وتكامل وثراء، وليس اختلاف صراع وحرب ونقض ونفي وتدمير وإبادة.
فأن تختار لتكون مناضلا وطنيا أوقوميا أو متدينا أو طبقيا، أو إيكولوجيا لا يمنعك من أن تكون إنسانيا، وأن تكون إنسانيا يفرض عليك أن تكون متعاطفا ومتضامنا وحتى مناضلا من أجل الحقوق الوطنية والقومية واللغوية والدينية والجنسية والاجتماعية (الطبقية) والإيكولوجية للأفراد والجماعات والشعوب والدول والأمم.
أنظر إلى القضية الفلسطينية كقضية عادلة كقضية شعب يواجه احتلالا عنصريا، انظر إليها من أي دائرة انتماء أو زاوية نظر تريد، واربط تضامنك معها بعدالتها، وليس بلسان وعرق ودين ومنطقة وطبقة أصحابها ولا بانتماءات ومواقف الآخرين منها. فلكل انسان الحرية والحق في التضامن مع القضية الفليسطينية كقضية عادلة من أي منطلق فكري أو عقدي أو طبقي أو قومي أو انساني يريد، و لاينبغي مصادرة هذا الحق من أي جهة كانت.
بقلم : محمد اقديم