تضحية الأم هي من أعظم التضحيات التي يمكن أن يقدمها أي شخص على الإطلاق، فهي تفعل ذلك بأجلها وراحتها، وتلك التضحية تعني أن الأم تضع حياة أولادها ومصلحتهم قبل كل شيء، وتحرص على تحقيق أحلامهم وتطلعاتهم حتى ولو كان ذلك على حسابها.
هذا هو ما فعلته خديجة، أم مغربية من مدينة فاس، بعد وفاة زوجها، إذ قررت أن تتحمل المسؤولية عن بيتها وتربية أولادها بمفردها. وكان أكبر ابن لها قد اجتاز امتحان الباكلوريا بنجاح، وبذلك حصل على فرصة الالتحاق بالتعليم العالي،
رغم كل تلك الصعوبات التي واجهتها، وبالرغم من أنها كانت تواجه مصاعب كثيرة و تعاني من صعوبات كامرأة دخلت غمار الحياة وقررت أن تعمل بكد وجد من أجل أبناءها، إلا أن خديجة لم تتخلى عن الأمل ولم تيأس، بل بذلت جهودًا جبارة ونجحت في تأمين المال اللازم لأبنائها الذي تفانت في توفير كل ما يحتاجون إليه، وحرصت على دعم ابنها الكبير الذي اجتاز الباكولوريا .
وفي نهاية المطاف، تعلم خديجة أنها لا تحتاج إلى الكثير لتجعل حياة أولادها أفضل، بل كانت الحاجة فقط إلى عزيمة قوية وإرادة صلبة لمواجهة التحديات وتحقيق الأهداف.
وبخلاصة، تعتبر قصة خديجة دليلا على أن التضحية الأمومية قادرة على السيطرة على كل شيء وتحقيق أي حلم، وأنها ليست سوى حلقة مفقودة في سلسلة النجاح، وأنها أحد الأسباب الرئيسية التي تحقق النجاح والتميز والازدهار في حياتنا.