لفهم هذه الحرب لابد من الرجوع الى استحضار التاريخ خصوصا بعد نهاية الحرب العالمية الثانية ؛ هذه الحرب جعلت العالم ينقسم إلى قسمين قسم تابع لروسيا كزعيمة للمعسكر الشرقي وقسم تابع لأمريكا كزعيمة للمعسكر الغربي حيث شهدت الفترة الممتدة من 1947 الى حدود 1989 م صراع اديولوجي واستعراض القوة بين القوتين .
بعد انهيار الاتحاد السوفياتي الذي كانت تتزعمه روسيا لأسباب اقتصادية وسياسية انفردت الولايات المتحدة الأمريكية بزعامة العالم تحت نظام قطبية واحد في الوقت الذي تراجعت فيه روسيا الى الخلف ؛ حقد الولايات المتحدة الأمريكية تجاه روسيا والدول الإشتراكية لم يتوقف خصوصا وأنها أرغمت العديد من دول أوروبا الشرقية التي كانت منضوية تحت الحلف الروسي السوفيتي الى الانضمام الى حلف شمال الاطلسي ؛ وهذا يشكل تهديدا حقيقيا لمصالح روسيا الاتحادية بعد تقلد فلاديمر بوتن سدة الحكم قرأ التاريخ والجغرافيا جيدا ؛ وخرج بمسألة مهمة أن الحلف الغربي بقيادة أمريكا هدفه تقليص الاراضي الروسية وفرض الوصاية الدولية على روسيا وتقليم جيوشها ببناء العديد من القواعد قرب حدودها ؛ بطبيعة الحال فهم التاريخ والجغرافيا من طرف بوتن جعله يسارع إلى غزو أوكرانيا باعتبارها اراضي تابعة للاتحاد السوفيتي سابقا وتثبيت روسيا الاتحادية كقوة عالمية لايمكن المرور دون استشارتها نحن الان أمام نظام عالمي جديد وستكون له عدة تحولات سياسية واقتصادية على المدى القريب والمتوسطة والبعيد.
ذ : رشيد الوارتي أستاذ التاريخ والجغرافيا الثانوي التأهيلي فاس.