فالنسيا – حوار خالد الشاوي
معرفتي بالاستاذ والمحلل السياسي (عبد العلي جدوبي ) ،امتدت لعدة سنوات بإسبانيا ،عرفت الرجل عن قرب ،مدافعا مستميتا عن القضايا والتوابث الوطنية العليا في كل الملتقيات والندوات ،ومن خلال مقالاته العديدة بالصحافة الوطنية ،وبمختلف وسائل التواصل الاجتماعي .
في مساره المهني عدة محطات رسخت احداث بعضها في ذاكرته -كما قال – وهو الان بصدد إصدار كتاب يحمل عنوان (أوراق من دفتر منسي ) يتضمن جانبا من مذكراته ومساره المهني الذي امتد لازيد من ربع قرن ، خلال اشتغاله مند الثمانينات بصحف (الانباء -الميثاق الوطني -رسالة الامة – مجموعة ماروك سوار ) . ومراسلا لبعض الصحف والمجلات العربية .
في هذا اللقاء سنقوم بإطلالة على بعض المحطات في مساره الاعلامي من خلال الحديث التالي :
دموع الحسن الثاني ..
س/ هل لك ان تحدثنا عن أهم الاحداث التي رسخت في ذاكرتك أكثر من غيرها ؟
ج/الحقيقة أن الحديث عن هذا الجانب يطول كثيرا ،ولكنني سأختصر المسافة واتحدث عن اهم محطة في مساري المهني ،تلك التي كان تواجدي فيها ضمن الوفد الصحفي المرافق للمغفور له الحسن الثاني في جولته العربية التي شملت خمس دول هي :السعودية والامارات والاردن وسوريا ومصر ؛كانت بالفعل أهم حدث رسخ في ذاكرتي الى اليوم ، عندما كرم الحسن الثاني رعاياه من المرافقين له بالقيام بأداء مناسك العمرة بجانب جلالته بالكعبة المشرفة ،وزيارة قبر الرسول الكريم صلوات الله عليه ،وكانذلك يوم ٢٢اكتوبر من العام ١٩٩٢ .
فبالرغم من انني رافقت جلالة الملك في العديد من الجولات في عدد من عواصم العالم ،الا أن تلك الزيارة لها عندي مكانة خاصة في قلبي ..
س/ ما اسباب دوافع تلك الزيارة ؟
ج / جولة جلالة الملك الى خمس عربية خلال أسبوع واحد ،كانت كخطوة متقدمة لدعم الحوار العربي / العربي ،وتوحيد الرؤى والمواقف العربية ،إذ كان يسود توثر خطير في تلك الفترة على هامش أزمة الخليج ،حيث تراكمت ترسبات التوثر الى حد الصراعات ،ولهذا بحث الراحل الحسن الثاني مع قادة تلك الدول الكيفية التي يمكن بها انهاء الانقسامات وإيقاف شرارة النزاعات خصوصا تلك التي كانت بين الاردن ودول الخليج
س/ بالعودة الى السعودية ،كيف كان شعورك وانت تطوف بجانب ملك عظيم ؟
ج / شعور لايوصف فعلا..دعني أحكي لك بعض التفاصيل ؛ فمند أن حطت الطائرة الملكية بمطار مدينة(جدة) الجميع سعيد بهذه الفرصة التاريخية التي لاتعوض ..في اليوم الموالي توجهنا صوب المدينة المنورة التي تحمل العديد من الاسماء منها : طيبة ويثرب ومدينة الرسول الكريم ودار الهجرة ..
دموع الحسن الثاني
في المدينة المنورة طاف الملك الحسن الثاني والوفد المرافق له حول الكعبة المشرفة والسعي في الصفا والمروة ،وكانت بحق لحظات مؤثرة على الجميع ،امتزجت فيها لحظات الخشوع والتبرك بالشعائر المقدسة ، وفاضت مشاعر الجميع بالتهليل والتكبير عندما اقتربنا من شباك قبر الرسول الكريم ، لحظات يعجز اللسان عن وصفها ،خصوصا عندما شاهدنا دموع الحسن الثاني تنهمر مباشرة بعد خروجه من حصن قبر الرسول الكريم ، وقد بدا عليه إرهاق شديد .. رحمة الله عليه
للموضوع صلة .