خالد الشاوي /
كل شيء كان يشبه سيناريو المسيرة الجنائزية للموسيقار “فاكنر” وتحت ظلام مساءات خريف برلين الصقيعي وبساحة مقر القيادة العليا للجيش الألماني، وكتقليد عريق ألماني .
ودعت ألمانيا سيدتها الأولى المستشارة أنجيلا ميركل بإستعراض عسكري مهيب، في حفل مطبوع بالبسمات والعبرات، دموع وداع لمرحلة عظيمة قضتها السيدة ميركل تقود بلدها نحو مكانتها الأليق بها بين الأمم العظيمة وبسمات انتزعتها أغنية ملكة البونك الجراماني نينا هيجين المعنونة ( نسيت يا روحي الفيلم بالألوان… حيث ان الفتاة تعاتب حبيبها لتصوريها فقط بالأبيض والأسود لأنه نسى حمل فيلم الصور الملونة )
بعدها طلبت عزف أغنية شعبية دينية كتكريم لوالدها الدي كان راعي كنيسة بروتيستانية
و في ختام حفل الوداع وجهت المستشارة والتي لقبت وباستحقاق و جدارة لقب ماما ميركل آخر خطابا لها، ذكرت فيه شكرت شكرها الجزيل لكل مهنيي الصحة من أطباء وممرضين للمجهودات الجبارة في مواجهتم و تحملهم لجائحة كورونا، كما وجهت نقدا لاذعا لما أسمتهم أعداء الإنسانية لأولئك الذين يروجون الاشاعات والأخبار الكاذبة وأصحاب نظريات المؤامرة ..
و ذكرت العالم وحذرته من خطورة انعدام الثقة بين المواطنين والعلم.
وهكذا ستكون المانيا والعالم أجمع ودع وبحزن وحنين إحدى إيقونات الألفية الثانية وإحدى أعظم وأروع نساء تاريخ الإنسان، في زمن العالم في أمس الحاجة فيه لقائد بمستوى حنكة وعطف و ذكاء ماما أنجيلا ميركل.
فوداعا سيدتي و سيدة سادتي و سيداتي، ختاما أشير أن السيدة ميركل أعلنت انها ستعتزل السياسة إلى الأبد وأنها ستعيش في قرية نائية هادئة، للمطالعة والسفر.