بقلم ابو اويس
خص الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قناة الجزيرة بلقاء صحفي مساء اليوم الثلاثاء 7 يونيو بالجزائر.
وتميز هذا اللقاء بحضور مراسل جزائري وهو ما جعل هذا الحوار جزائريا خالصا، وكان هذا الأخير يميل إلى المداهنة والتملق أحيانا على غير عادته في حواراته السابقة، إلا أن السيد الرئيس أسرف في الكذب وعرض جهله بأبجديات السياسة وأبسط معطيات العلاقات الدولية على الملأ، حين كذب أو بالغ وقال أن 75 دولة أعضاء في الاتحاد الافريقي يعترفون بالجمهورية الوهمية والحقيقة أن أعضاء الاتحاد الإفريقي ليسوا سوى 53 دولة منها 28 دولة وقعت خلال سنة 2016 مذكرة رسمية موجهة إلى رئاسة الاتحاد بسحب عضوية البوليساريو مما أدى إلى تجميد عضويتها ونشاطها، لكنه ينظر بعين مسيلمة التي تهدف إلى استنزاف المغرب الذي باتت عتبته عالية عليه .
وعندما تكلم عن الانتخابات التي جعلته رئيسا قال أن الحراك المبارك الأصلي أنقذ الجزائر، وأن أغلب الشعب صوت لصالحه، في حين أن التقارير تقول عكس ذلك، فقد نشرت جريدة جورنال دو ديمونش JDD الصادرة يوم 14 دسمبر 2019 مقالا لناشره بنجمين أن مقاطعة الإنتخابات فاقت 60% مما يضع الرئيس تحت محك المصداقية، ليعود الرئيس الجزائري فيستدرك على الحراك ويقلل من قيمته وعدده .
وأما جوابه على صحيفة لوموند فقال :”إن اللئيم إذا أكرمته تمرد” وساعده المحاور عليها لتبدو الفكرة متناغمة بينهما، ومعنى تمرد هنا اي انه خرج عن طوقنا ورغبتنا وتابع قائلا:”أنا لي دخلتهم للجزائر أنا لي دخلتهم”.
وفي هذا رسالة للجزيرة أيضا أن تبون هو من جعل مكتبها معتمدا بالجزائر فإن خرجت عن الطوق أصابها ما أصاب لوموند من نعث باللئم والتمرد.
ولا يعكس هذا الحوار مستوى رجل الدولة الأول كما لا يعكس إلا الكذب والبهتان، حين برأ العسكر من الدخول في السياسة وهو من يعيشها داخل منظومة العسكر المتمترسة وراء ميكانزمات دفاع الأنا الذي يحتاج إلى علاج نفسي مكثف حتى تبدو لهم الشمس شمسا وليست مخلوقا آخر أو عدوا محتملا كالمغرب.