مدريد – عبد العلي جدوبي
▪︎ليس لحكومة مدريد أن تنزعج لبيان وزارة الخارجية المغربية ،بشأن دخول وخروج المسمى (ابراهيم غالي ) اسبانيا خلسة وبوثائق ثبوتية جزائرية مزورة ؛ وليس لحكومة مدريد أن تقدم أية مبررات إزاء وضع غير طبيعي يناقض الحقوق الشرعية للمغرب ،وتحاول الابقاء على نفود استعماري بالمنطقة !فالمطلوب من مدريد ان تقدم توضيحا جادا وثابتا حول موقفها من نزاع الصحراء – وان كنا نعرف نواياها مسبقا – وعلاقاتها الحالية مع المغرب !! نعلم أن بعض المسؤولين الاسبان مايزالون ينظرون الى المغرب نظرة دونية ويعتبرونه بمثابة (الخطر القادم من الجنوب ) ،نتيجة دوافع معروفة !! لكن من غير المستساغ ان يتم الخلط بين الالتزامات المبدئية والاستراتيجية للدول ،وبين السياسات ذات الشأن الداخلي الصرف،خصوصا عندما يتعلق الامر بقضية تمس سيادة ووحدة دولة مجاورة ! ومن غير المستساغ أيضا ان تغذي مدريد نزاعات الانفصال خارج حدودها ،وتحاربه بالداخل (كاطالونيا والباسك وغاليسيا )!! تدعم جبهة البوليساريو في المحافل الدولية سرا وعلنا ؛ في حين يتحدث المسؤولون الاسبان في وسائل الاعلام عن (التعاون الذي يطال كافة القضايا ذات الاهتمام المشترك بين اسبانيا والمغرب !!
اية سياسة هاته؟واي خطاب مزدوج هذا ؟
ان اعتماد منهجية التصعيد -مهما كانت مبرراته – وازدواجية المواقف ،لا يفيد في حل الازمة القائمة بخصوص وحدة المغرب الترابية ،وأن أي خطوات تحتاج الي اعتماد مبادرات وخطوات مشتركة بعيدا عن إجراءات أحادية الجانب !
وبصرف النظر عن أي تبرير يعطي للتصريحات الصادرة في الفترة الاخيرة عن مسؤولين إسبان ،فإن التصعيد لا يساعد في تقريب وجهات النظر حول القضايا المطروحة ،خصوصا وأن رصيد المغرب وإسبانيا من علاقات التعاون وحسن الجوار،يظل أكبر من أن يتعرض للانهيار على إثر التصريحات وردود الافعال ..
فلا أحد من البلدين بإمكانه أن يلغي الطرف الاخر من الخارطة ،لكن مقابل عناد المناورة ،هناك عناد مغربي اخر ،عناد المثابرة والحوار الحضاري.