بقلم: أبو أويس /
إسمه أشرف، لا لشيء إلا لأنه اشرف من آكلي أموال الناس بالباطل ولأنه أشرف من تجار السياسة وبائعي الوهم ولأنه أشرف من رواد العهر الثقافي وعرابي التفاهة، ولأنه يحترق من داخله بين نار الفقر وقلة الحيلة وسعير الزمن الملتهب الذي لا يرحم.
نعم هو أشرف لأنه فضل أن لا يكون في صفوف المجرمين أو المدمنين أو تجار المخدرات حتى لا يكون عبئا على هذا الوطن، لكنه لما أحس بفطرة الطفل البريء الطموح أن الوطن نفسه صار عبئا عليه، قرر أن يركب أمواج الموت متسلحا بجذوة النار المشتعلة بداخله وبعض القنينات الفارغة التي شربها غيره وعاد ثمن مائها الذي هو من تحت أرض أولى أن تؤيه إلى جيوب مثقلة بالريع الى درجة أنها لا تراه حين يجذف ولا تراه حين يغرق في أعماقه الوطن وتذوب بدموعه الحارقة كل الوعود الكاذبة والصور الخادعة التي تتمترس وراءها فئام من السياسيين الذين أكلوا الوطن علانية ليزرعوا في نفوس تملكها الضيم بذرة الهجرة سرا.
وقد نجحوا في اخراج مسلسل الهروب الكبير الذي لم يكن فيه أشرف إلا واحدا من شرفاء أشبال هذا الوطن الذين تمزقت قلوبهم بين حب الأرض وطلب العيش الكريم في عالم شعاره أنا وبعدي الطوفان.
لكن أشرف يعلم كما يعلم مصاصو دماء هذا الوطن أن هذا الأخير به من الخير ما يسعنا جميعا لكنهم يصرون على أن يستمتعوا بدموع الشرفاء من شباب هذا الوطن ، أو باحتراقه على سنة نيرون بروما.