يجمع الشعبين المغربي والجزائري تاريخ طويل من الأخوة والروابط المشتركة، فهما يتقاسمان نفس اللغة والثقافة والعادات والتقاليد. وقد تجلى هذا التقارب في العديد من المناسبات، منها فرح المغاربة بفوز الجزائر بكأس الأمم الأفريقية عام 2019.
لكن في الآونة الأخيرة، شهدت العلاقات بين البلدين تدهورا ملحوظا، وذلك بسبب السياسات العدائية التي تنتهجها الحكومة الجزائرية ضد المغرب. فقد شنت الجزائر حملة إعلامية شرسة ضد المغرب، واتهمته بالعديد من التهم الباطلة، منها دعم الإرهاب واغراق البلاد بالحشيش وحرق الغابات ومحاولة تقسيم الجزائر.
وقد أثرت هذه السياسات العدائية على الرأي العام المغربي، حيث بدأ العديد من المغاربة يشعرون بالكره تجاه الشعب الجزائري. وقد تجلى هذا التحول في فرح المغاربة باقصاء منتخب الجزائر من كأس الأمم الأفريقية 2024 على يد منتخب موريتانيا.
ففي مباراة أمس، هتف المشجعون المغاربة ضد المنتخب الجزائري، وعبروا عن سعادتهم باقصائه. وقد فسر البعض هذا الفرح بأنه تعبير عن الحقد تجاه الشعب الجزائري.
لكن في الحقيقة، فإن فرح المغاربة باقصاء الجزائر هو تعبير عن رد الفعل الطبيعي على السياسات العدائية التي تنتهجها الحكومة الجزائرية. فعندما يتعرض الشعب المغربي للظلم والعدوان، فإنه من الطبيعي أن يشعر بالكره تجاه مصدر هذا الظلم والعدوان.
ولذلك، فإن فرح المغاربة باقصاء الجزائر ليس تعبيرا عن الحقد، بل هو تعبير عن رد الفعل الطبيعي على السياسات العدائية التي تنتهجها الحكومة الجزائرية.
في الختام نأمل وكذلك كل المغاربة أن تعود العلاقات بين البلدين إلى سابق عهدها، وأن تزول أسباب الخلافات القائمة. فشعبا المغرب والجزائر شعبان أخوين، يجمعهما تاريخ طويل من الأخوة والروابط المشتركة.
بقلم ذ.خالد زويرشي