بقلم : أبو أويس /
ليس هناك أدنى شك أن رواد الأدب العالمي كانوا يختزلون عوالم الواقع النفسي والاجتماعي والسياسي والثقافي وغيره في عوالم الخيال الأدبي في رواية أو قصة أو لوحة أو مقطوعة .
ولقد كان لشخصية الدونكيشوط دورا كبيرا في صياغة النفسية الحالمة بالبطولة رغم أنها لا تملك أذنى مقومات البطولة.
وعلى هذا النهج يسير خديم الجنرالات تبون المتسلط على الجزائرين وهو يدعي النضال والثورية، وهو لم يكن يوما مناضلا ولا ثوريا ولا مسيرا ناجحا ولا وزيرا بارزا، حتى لما تقلد منصب وزير السكن والإعمار بقية البلاد دون إعمار …
ولكنه اليوم يشحد بطوشياته ويوسع خياله على المغرب العدو المفترض، فلقد أوحى إليه شيطانه -وما يعده شيطانه الا غرورا- أن المغرب يعتدي على الجزائر يوميا وأنه سيتخذ قرار الأبطال المغاور في الرد عليه في الوقت المناسب، وبخطة لا يمكن ان يفصح عليها حتى لا تكون هناك “كونطر خطة” كما يفعل دونكي شوط تماما.
وقد تساءل كثير من المتتبعين عن طبيعة الاعتداءات المغربية على الجزائر ففتشوا ونقبوا ووجدوا لائحة من الأعمال يقوم بها المغرب ويمكن تصنيفها من قبيل الأعمال العدوانية ضد حكام الكابرانات.
*أولها توسع النفوذ المغربي داخل القارة الإفريقية بعد عودة المغرب الى المنظمة الإفريقية وتقزيم الدور الجزائري
*استطاعة المغرب السيطرة على معبر الكركارات وبداية إعمار لكويرة والتعاون مع موريطانيا.
*استحواذ المغرب على صناعة السيارات وتفضيل الشركات للمغرب على الجزائر
*الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء.
*امتلاك المغرب لقمر اصطناعي يجوب اجواء الشمال الافريقي.
*تحديد وترسيم الحدود البحرية للمغرب.
*التطور الصناعي والفلاحي بالمغرب.
*الدور المغربي الناجح والفعال في مالي وليبيا.
كل هذا وغيره جعل جنرالات الجزائر يحسون بقزميتهم وعدم قدرتهم على المنافسة فاختاروا طريق العداء عوض طريق الإخاء، وهم في ذلك يحلمون ويبيعون خيرات بلادهم بارخص الأثمان لعلهم يجدون نصيرا لهم على المغرب من قبيل ألمانيا وإسبانيا اللتان لا تريان في الجزائر سوى الغاز والنفط الرخيص، ولكن عبثا يحاولون ويفشلون.
ويبقى المغرب شامخا قويا بوحدته الداخلية ملكا وشعبا وبقوته الخارجية التي تفرض الندية ولا تبيع الوطن، وبتاريخه المجيد الضارب في القدم.
ويبقى تبون يلوك سجارته الأخيرة إلى أن ينتهي دوره فيستبدله الجنرالات ثم يعودون من حيث بدأوا كحمار الطاحونة .
في حين يتطور المغرب ويزدهر على كل الأصعدة ويفرض نفسه كقوة فاعلة في المنطقة لا يمكن تجاوزها.